كرة القدم التونسية

وديع الجريء يسقط بالضربة القاضية : النهضة تتخلّى عنه و”الكاوو” في الطريق

حسم ملف عودة بطولة الرابطة المحترفة الأولى بقرار جامعي رحّل المرحلة الثانية من الموسم إلى غاية شهر أوت المقبل في واحدة من أطول فترات الانقطاع عن النشاط ربما منذ الحرب العالمية الثانية.

ولئن استقر قرار التأجيل داخل قراءات رياضية وأخرى اقتصادية وثالثة صحية إلا أن البعد السياسي للقرار لا يمكن استبعاده لاسيما وأن رئيس الجامعة وديع الجريء كانت له بعض التحركات التي قادته مثلا إلى مجلس نواب الشعب لكن دون أن تؤتي أكلها.

كسب رئيس الجامعة وديع الجريء كل صراعاته منذ وصوله إلى رئاسة الجامعة حيث بسط نفوذه متغلبا على كافة خصومه من الوزراء بدءا بطارق ذياب مرورا بماهر بن ضياء ووصولا إلى ماجدولين الشارني.

ومع حجم الصراعات التي كسبها الجميع يعتقد الكثيرون أن ترحيل البطولة إلى شهر أوت هو الهزيمة الأولى لرئيس الجامعة وديع الجريء طيلة سنوات رئاسته فيما ذهب آخرون إلى الاعتقاد بأنها بداية نهاية الرجل الذي لم يفلت منه أي نصر في السابق.

تحرك رئيس الجامعة وديع الجريء مدعوما بصديقه الوزير النهضوي أحمد قعلول بغاية فرض عودة النشاط في الفترة الحالية فزار لجنة الثقافة والرياضة بمجلس نواب الشعب وطرح مشروعه الذي دعمه الوزير وتحمس له.. ومن اللجنة مر الجريء إلى مكتب رئيس المجلس “الشيخ” راشد الغنوشي غير أن النتيجة بالنهاية لم تكن كما كان يصبو إليه.

الغريب أن رئيس الجامعة تنقل إلى ممثلي السلطة التشريعية دون أن يبادر بملاقاة أصحاب القرار الفعليين وهما رئيس الحكومة الياس الفخفاخ ووزير الصحة عبد اللطيف المكي باعتبار أنهما الفاعلان الرئيسيان اليوم في ما يتعلق بالحجر الصحي وعودة الأنشطة.

ويطرح عدم التقاء الجريء بالمكي والفخفاخ واقتصار مكتبه على مراسلة وزارة الصحة وانتظار ردها –الذي لم يأت- عدة تساؤلات وهو ما يجعل الحديث عن تأثير اللعبة السياسية منطقيا للغاية.

فرض وديع الجريء نفسه ضمن نجوم فترة الحجر الصحي بفضل المبادرات التي قادتها الجامعة سواء على المستوى الاجتماعي أو أيضا في مؤازرة مجهودات الدولة في مجابهة انتشار فيروس “كورونا”.

تحركات رئيس الجامعة سحبت البساط من تحت أقدام الكثيرين في الأسابيع الماضية وبالتالي فإن تحجيمه أو توجيه ضربة إليه يبقى من الفرضيات المطروحة خصوصا أن الانتخابات الأخيرة كشفت عن جانب آخر من طموحاته التي تتعدى الجانب الرياضي إلى التأثير في الحركة السياسية للبلاد.

زر الذهاب إلى الأعلى