كرة القدم التونسية

من يضح حدّا لتجاوزات الأمنيين في الملاعب والقاعات الرياضية

فاقت تجاوزات الأمنيين في الملاعب والقاعات الرياضية كل الحدود بلا رقيب ولا حسيب وسط سكوت مريب لوزارة الداخلية.

ويبدو أن النقابات الأمنية أضحت أقوى من الدولة، بتجاوزات فاقت المعقول تجاه الجماهير الرياضية وهو ما تجلى اليوم في قاعة القرجاني أثناء مباراة النادي الإفريقي والنجم الرادسي في نصف نهائي بطولة كرة السلة.

ما حدث في قاعة القرجاني كان يمكن أن يتسبب في كارثة خاصة وأن القاعة لا تتوفر إلا على باب وحيد للخروج وكان يمكن أن يحدث تدافع كان سيؤدي إلى مجزرة لم تحدث من ألطاف الله.

التغول الأمني في مفاصل الرياضة التونسية لم يعد خاف على أحد، فوزارة الداخلية هي من يرفض إجراء المباريات ليلا رغم موافقة كل الأطراف المتداخلة، وأضحت هذه الوزارة هي المتحكمة في تحديد توقيت إنطلاق المباريات في بدعة تونسية خالصة بقرارات مسقطة لم تجد من يقدر على رفضها وفي تدخل سافر من الدولة في الشأن الرياضي بتعلات واهية لا يمكن أن تنطلي علينا.

وبات واضحا أن الأمنيين يريدون إنهاء الموسم الرياضي “ويكلو” ويرفضون تأمين المباريات ليلا خدمة ﻷنفسهم على حساب مصلحة الكرة التونسية (اليد والقدم والسلة والطائرة) وتجنب المشقة.

ولئن لا ننكر أن الظروف التي يعمل فيها الأمنيين في الملاعب، غير مريحة إلا أن هذا لا يبرر ما يأتيه هؤلاء من تجاوزات باتت متكررة ولا يمكن السكوت عنها حتى لا تحدث الكارثة التي ستكون عواقبها وخيمة على الجميع.

وحتى لا نصور الجماهير الرياضية في صورة الحمل الوديع، لا نخفي أن أحد أسباب ما يحدث في المدرجات وفي الشارع التونسي هو نتاج للوضع الإجتماعي المتردي وخاصة إرتفاع عدد مدمني المخدرات الذين يمثلون سببا رئيسيا للعنف بنسبة لا تقل عن  مسؤولية الأمنيين في ما وصلنا إليه.

تابعوا صفحتنا على فايسبوك

زر الذهاب إلى الأعلى